شهادات تعذيب «ذكرى الثورة» تدفع النشطاء لبدء حملة إعلامية.. ومحامٍ: النيابة رفضت العرض على الطب الشرعي - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 11:17 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهادات تعذيب «ذكرى الثورة» تدفع النشطاء لبدء حملة إعلامية.. ومحامٍ: النيابة رفضت العرض على الطب الشرعي

محمد أبوالغيط - هدير الحضري
نشر في: الإثنين 10 فبراير 2014 - 10:03 م | آخر تحديث: الثلاثاء 11 فبراير 2014 - 9:15 ص

بين ليلة وضحاها أصبحت شهادات تعذيب معتقليّ أحداث ذكرى الثورة منذ الأحد قاسمًا مشتركًا، بين مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.

"بوابة الشروق" ترصد بداية القصة وأسباب انتشارها، وردود الأفعال عليها، كما تسأل عن توثيق هذه الشهادات ومدى تأثيرها.

البداية: تغريدات المحامي

أول الخيط أتى من تغريدات كتبها محمود بلال، المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تحكي عن وقائع مختصرة للتعذيب. المحامي بلال كتب تغريداته صباح الأمس الأحد، بينما كان حاضراً مع المتهمين أمام نيابة الأزبكية.

بعدها نشر موقع "بوابة يناير" شهادة الناشط المعروف خالد السيد، عضو ائتلاف شباب الثورة سابقًا، والتي كتبها في رسالة تم تسريبها أثناء العرض، بينما كان موقع "الوادي" قد نشر شهادة زوجة خالد عما أخبرها به أثناء زيارتها له، فضلاً عن تعرضها للتعسف أثناء إجراءات الزيارة.

"بوابة الشروق" أجرت هذا الحوار مع بلال:

أولاً أخبرنا ما هي القضية التي كانت تُنظر بالأمس، وكم عدد المتهمين بها؟

كانت احدى قضايا معتقليّ يوم ذكرى الثورة، والذين تجاوز عددهم 1000 معتقل، وهذا المحضر تحديداً كان المسجل بقسم الأزبكية، ويشمل 79 متهمًا، تم التجديد 15 يومًا لـ 39 منهم أول أمس السبت، ثم كان بالأمس الأحد موعد عرض الـ 40 الباقين.

ما هي التهم الموجهة إليهم؟

كلها تهم معتادة من نوع التظاهر بدون تصريح، وقطع الطرق العامة، والبلطجة، والاعتداء على رجال الأمن، لكن الجديد للأسف هو أن هذه المجموعة متهمة بقتل الشهداء الذين سقطوا في ذلك اليوم بوسط البلد، ومنهم الشهيد سيد وزة، عضو حركة 6 أبريل.

كيف بدأ الحديث عن التعذيب أثناء العرض على النيابة؟

بمجرد دخول الشباب خاطبوا القاضي والمحامين، وأصروا على الحديث عن تعرضهم للتعذيب، وبعضهم مثل خالد السيد رفع ملابسه أمام الجميع لنرى الإصابات التي تعرض لها.

المتهمون رووا بعض تفاصيل ما تعرضوا له للمحامين، ومن حديثهم كتبت تغريداتي التي انتشرت بعدها، وبشكل عام الجميع تعرضوا للضرب والسُباب البذيء وقت القبض عليهم، ثم تكرر ذلك في قسم الأزبكية. أحدهم تعرض للصعق بالكهرباء في أعضاءه التناسلية، وآخرون تحدثوا عن خلع ملابسهم ورش المياة الباردة عليهم وتركهم فوق البلاط البارد في ليل الشتاء دون أي أغطية.

حكى خالد السيد عن التعذيب في سجن أبوزعبل، حيث يتعرض كل يوم صباحًا مع رفاقه لتقييد الأيادي خلف الظهر في وضع مؤلم، ثم الضرب والسُباب، مما أحدث إصابات بفكه وظهره.

هل وافقت النيابة على إثبات هذه الشهادات؟

في البداية رفض القاضي تمامًا أي تعامل، وقال لنا "أنا قاضي تجديد حبس" فقلنا له أنه القاضي المسئول الآن، فقال لنا "مش أنا اللي حابسهم"، وهنا قلنا له "يعني أمي اللي حابساهم!"، وسبب ذلك مشادة كبيرة مع القاضي، انتهت بأن وافق على أن يكتب في المحضر أن المحامون يطلبون التحقيق في شكوى المتهمين بالتعذيب بشكل عام، ولم يثبت شهادات تفصيلية منفصلة، لكن لا يوجد أي إشارة لأن المحضر سيتم تحريكه بشكل جدي.

ما الذي كان يُفترض أن يحدث قانوناً؟

الإجراء القانوني هو أن يفتح القاضي تحقيقًا في الشكاوى، ويسجل شهادات الشباب تفصيليًا وبشكل فردي بصفتهم مجني عليهم، ثم طلب استدعاء مأمور قسم الأزبكية ومأمور سجن أبوزعبل لسماع أقوالهم في الشكاوى، بالإضافة للأمر بعرض المتهمين على الطب الشرعي لإثبات إصاباتهم، وهو مالم يحدث مطلقًا.
وأيضاً هناك إجراء قانوني منطقي في هذه الحالات هو الأمر بنقل المتهمين إلى مقر احتجاز آخر غير الذي يدعون تعرضهم للتعذيب فيه، لأننا بهذا نضعهم مع خصومهم في نفس المكان، لكن هذا لم يحدث أيضاً، وشاهدنا بأعيننا تهديد الضباط للمتهمين باستمرار تعذيبهم إذا أصروا على الشكوى للنيابة.

إذن حتى هذه اللحظة مصدر توثيق الشهادات هو ما نقلتموه كمحامين، لكن لا صور أو شهادات طبية أو أي دليل؟

للأسف النيابة لم تُمكننا من الوصول لأي توثيق آخر.

ما هو الإجراء الذي ستقومون به الآن؟

الخطوة التالية هي أننا سنقدم بلاغًا للنائب العام نشتكي فيه من تعذيب موكلينا، وأيضاً من تعنت نيابة الأزبكية.

هل هناك حملة إعلامية منظمة لنشر الموضوع؟

لا توجد حملة منظمة أو أشخاص معينون مسئولون عن النشر الإعلامي، ولكن الشهادات أحدثت صدمة في العديد من الأوساط، لأن الكثير من المعتقلين تم القبض عليهم عشوائياً دون خلفيات سياسية، ولأن من ضمن المعتقلين أيضًا ناجي كامل وخالد السيد، وهام ناشطين معروفين.

العديد من الأفراد تطوعوا بالنشر الإعلامي كلٌ على قدر استطاعته.

 

محامية حقوقية: "القومي لحقوق الإنسان" سيشكل لجنة ويخاطب الرئاسة

قالت المحامية مروة فاروق، عضوة جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، وعضوة حملة الحرية للجدعان، إنها أيضًا كانت حاضرة لعرض المتهمين امام النيابة، وشهدت كل ما رواه المحامي بلال.
وأضافت إنها ذهبت مع محامين آخرين صباح اليوم إلى مقر المجلس القومي لحقوق الإنسان، حيث قابلوا أعضاءه محمد فايق، وعبدالغفار شكر، وراجية عمران، وجورج إسحاق، وقدموا شكاوى رسمية.
وتابعت المحامية: "أعضاء القومي لحقوق الإنسان وعدونا بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الانتهاكات، وأيضاً بمخاطبة الرئاسة للتدخل للتوقف عن الانتهاكات".
وأشارت مروة إلى أنهم أيضاً قدموا للمجلس شكاوى توثق الاعتداءات على المحامين، وانتهاكات الحقوق القانونية للمحامين والمتهمين مثل انتقال النيابة للتحقيق داخل الأقسام أو معسكرات الأمن المركزي، ومنع دخول المحامين رغم وجودهم، وعدم إبلاغ النيابة لهم بالقرارات.
واعتبرت المحامية أن سبب زيادة تسليط الضوء على قضية الأمس هو وجود خالد السيد وناجي كامل، وهما من شجع باقي المتهمين على الحديث والمطالبة بحقهم رغم عدم وجود أي ضمان، وقد ظهر ذلك أمام الجميع حيث هدد الضباط المتهمين، وقال أحدهم "استنو علينا لما نرجع"

نشطاء: يجب أن نضغط على الإعلام
بدأ بعض النشطاء بشكل فردي حملة للضغط من أجل توصيل هذه الأحداث لوسائل الإعلام. ألفريد رؤوف قام بعمل "مينشن" لحسابات قنوات سي بي سي، وأون تي في، والحياة، و إم بي سي مصر، وقال: "فيه شهادات تعذيب موثقة دلوقتي، ياترى هتنشروها وتفتحو الملف؟"
ثم وجه حديثه لأعضاء موقع تويتر طالبًا منهم إعادة نشر هذه التغريدة ليصل الملف إلى الإعلام، وهو ما استجاب له حوالي 170 شخص.

اقرأ أيضاً:

جمال عيد: «حكايات المعتقلين عن التعذيب تنذر بأن موجة الثورة القادمة «عنيفة».. ومصر هتبقى أد السجن»

 

محامو «محتجزي الذكرى الثالثة لـ25 يناير»: «المتهمون بيشتكوا من التعذيب»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك